
نظمت كلية الطب بالتعاون مع كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية يومًا علميًا بعنوان :”أخلاقيات الطبيب وزراعة الأعضاء في قطاع غزة من منظور طبي وقانوني “الواقع والمأمول”، وأقيم اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى القدس للقاعات الدراسية بحضور كلا من: الدكتور فضل نعيم -عميد كلية الطب، والدكتور عفيف أبو كلوب- رئيس قسم الشريعة والقانون، والدكتور صادق قنديل- المحاضر في كلية الشريعة والقانون، والدكتور ناصر أبو شعبان- رئيس لجنة زراعة الأعضاء، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلبة من الكليتين.

الجلسة الأولى
وفيما يتعلق بالجلسة العلمية الأولي فقد ترأسها الدكتور محمد دبور، وقال فيها الدكتور فضل نعيم: “إن طبيعة العلاقة بين الطبيب والمريض تقوم على التعاقد بين الطرفين تلزم الطبيب بالالتزام بالثوابت الطبية”، واعتبر الاحتراف في ممارسة الطب هو المنحنى الأساسي في هذه العلاقة، يقوم من خلالها المريض بإعطاء الطبيب أجر معين يتم الاتفاق عليه سابقًا.
وأوضح الدكتور نعيم أن التطور الحاصل في العالم ووجود العديد من المستشفيات والمؤسسات الطبية التي لم تكن من قبل أوعز إلى حدوث تضارب بين المريض والطبيب بوجود عدد من الهيئات الأهلية والحكومية التي تمثل المريض وتحاول الدفاع عن حقوقه فهي لم تعد علاقة فردية كما السابق.
وبين الدكتور نعيم أن العقد الاجتماعي بين الطبيب والمريض عبارة عن خليط بما بين الضمني والصريح والمكتوب والغير مكتوب من خلال ذلك يلتزم الطرفين بالالتزامات الموجبة بينهما من العلاج والالتزام الخلقي والنزاهة والثقة والتنظيم الذاتي والاحترام والتقدير.
وأشار الدكتور نعيم إلى أن تنظيم مهنة الطب هي من مسؤوليات الطبيب نفسه، مؤكدًا على أن المريض هو من يحدد طريقة العلاج التي تناسبه.
من جانبه، أكد الدكتور أبو كلوب أن الفرق بين القاعدة الأخلاقية والقانونية من حيث الغاية تتمثل في النفعية لكل منهما، ومن حيث النطاق فتعتبر الأخلاقية أكثر اتساعًا من القانونية وتنظم العلاقة بين الانسان ونفسه وربه.
وأوضح الدكتور أبو كلوب أن الانتهاك في كلا القاعدتين توجد فيها عقوبة سواء أكانت مادية أو معنوية مشيرًا أن القانون يفرض على الطبيب أن يبذل العناية اللازمة في علاج المريض، وأن يتقيد بآداب وأخلاقيات هذه المهنة وعدم استغلال المريض ورفض التمييز بين المرضى، وبين أن وقوع الطبيب في محظورات المهنة يجب أن ينال العقاب حسب طبيعة المحظور الذي ارتكبه.
بدوره، قال الدكتور قنديل: “إن الأخلاقيات الطبية ما هي إلا القواعد الأخلاقية العامة للإسلام والتي لا يمكن فصلها عن الشريعة واعتبر القواعد الأخلاقية الاساسية للإسلام المتعلقة بممارسة الطب هي ذاتها قواعد الشريعة الخمس من حفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال”.
وأوضح الدكتور قنديل أن المسؤولية الأخلاقية في الشريعة هي مسؤولية ذاتية أمام الله والتي تهتم بالضروريات والكماليات وتحتاج إلى قوة داخلية في النفس والوجدان وهو ما يحتاجه الطبيب ليصل إلى أعلى صلة مع المريض لان نفسيته تتأثر بكل شيء.
الجلسة الثانية
وبخصوص الجلسة العلمية الثانية من اليوم العلمي فقد ترأسها الدكتور صادق قنديل، وتم فيها مناقشة مجموعة من الأوراق العلمية، والتي تمثلت في نقل وزراعة الأعضاء من منظور طبي قدمها الدكتور محمد دبور، ونقل وزراعة الأعضاء من منظور قانوني قدمها الدكتور ناصر أبو شعبان، ونقل وزراعة الأعضاء من منظور شرعي قدمها الدكتور صادق قنديل.